16- التبول الليلي اللا إرادي

ابني عمره سبع سنين لا يزال يبول في فراشه ليلاً ويتكرر ذلك منه في الأسبوع مرتين أو ثلاث مرات وأحياناً أكثر من ذلك. أقوم بغسل فراشه، ملابسه في الصباح مما يرهقني ويضايقني. وقد نبهته لهذا كثيراً وحاولت معه طرق ولكن بلا جدوى.

فما سبب ذلك وكيف أتغلب عليه؟

نورة. م- الكويت

* هذه الحالة تعرف بـ (التبول الليلي اللا إرادي) والتي لا تعد حالة مرضية إلا بعد الخامسة، عندما يكون مركز التحكم في عمليتي الإخراج (الموجود في الدماغ) قد نضج إلى درجة يمنع فيها حدوث التبول التلقائي في الظروف غير المناسبة (ومنها خلال النوم). هذا التبول يحدث في الغالب في الثلث الأول من فترة النوم ولا يشعر الطفل به، وقد يحلم خلال التبول أنه كان في المرحاض (المكان المعتاد للتبول).

إذا كان طفلك قد انقطع فترة طويلة (8-12 شهراً) عن التبول اللا إرادي ثم عاوده ذلك فهذا سببه في الغالب ضغوط نفسية مؤثرة في حياة الطفل (ومنها قسوة تعامل الوالدين والتحاسد مع الإخوة والخوف من المدرسة..) هنا يكون الطفل عرضة للتوبيخ من الوالدين والاستهزاء من قبل الإخوة والأصدقاء والأقران مما يزيد نفسيته تعباً وحالته شدة واستمراراً.

ما أكثر حاجة طفلك إلى المواساة والعطف والتطمين والمراعاة،فاحذري توبيخه ولومه على ذلك ، فهذا حاصل بغير إرادته .

قد يكون سبب ذلك وجود التهابات بكتيرية في الجهاز البولي، مما يضعف القدرة على التحكم في البول، وهذا يتطلب إجراء تحاليل كافية لاكتشاف ذلك.

ومن النصائح العلاجية أيضاً:

- تجنيبه الإكثار من شرب السوائل مساء. لأن امتلاء المثانة واحتقانها يزيد من احتمال التبول اللا إرادي.

- تشجيعه ببرنامج سلوكي وإعطاؤه حوافز مادية، إذا تمكن من الامتناع عن شرب السوائل وضبط تبوله.

- إشراكه في تغيير ملابسه وتنظيف نفسه وفراشه.

- إيقاظه بعد فترة من النوم (نصف ساعة إلى ساعة) وأخذه للمرحاض. ومن الطرائق الطبية لعلاج حالته:

1- دواء (اميبرامين) الذي يصرفه الطبيب النفسي بحرعات مناسبة، وله أثر جيد في تقليل التبول اللاإرادي بل ومنعه تماماً في بعض الحالات.

2- جهاز طبي يوضع تحت الفراش وبه جرس إنذار موصل بدائرة كهربائية صغيرة، تستثيره قطرات البول الأولى فيوقظ الطفل ليكمل تبوله في المرحاض وبتكرار ذلك يتنبه مركز التحكم في الدماغ وينضج.

في الغالب تزول الحالة بدون علاج ولا مضاعفات لها، ولكن يفضل المبادرة بعلاجها حفاظاً على صحة الطفل النفسية- أعانكم الله.