20- المراهق وتعاطي المخدرات هل هو مسحور؟

أنا امرأة في الخامسة والأربعين من عمري، أم لثلاثة بنين وأربع بنات ، تكمن مشكلتي قي تصرفات ابني الأكبر ذي السبعة عشر عاما، والذي كان حسن الخلق، هادئا، خجولا، مطيعا لي، يلبي كل ما أطلبه منه دون ملل أو ضجر، ومجدا في دراسته ولا يتأخر خارج البيت.

لم تدم حالته كذلك، إذ تبدلت أخلاقه خلال السنتين الأخيرتين، وأصبح عنيدا لا يقبل التوجيه والنصح سريع الغضب، شديد تقلب المزاج، مهملا في دراسته، كثير السهر خارج البيت مع زملائه. وأحيانا يبيت معهم أو يأتي قبيل الفجر فينام نوما طويلا.

صحته الجسدية لم تعد كما كانت، وكذلك ضغف اهتمامه بملبسه وهندامه. أحيانا يطلب مني مبالغ كبيرة وبصورة متكررة في أوقات متقاربة ولا أدري أين ينفقها.

بعض إخوتي يرجحون أن ابني ربما عمل له عمل (سحر) أو أصابته عين، ولكني لا أتهم أحدا بذلك، وأخشى أن يكون ابني قد وقع في فخ تعاطي المخدرات.

لقد بت محتارة في تفسير حالته، ولا أدري كيف أتصرف معه، أرشدوني وفقكم الله.

أم سالم- الباحة

من الواضح ان ابنك هذا يمر بمرحلة المراهقة، وهي المرحلة العمرية التي تكون بين الطفولة وسن الرشد، والتي يحدث للمراهق خلالها عدة تغيرات جسدية واجتماعية والنفسية

التغيرات الجسدية: النمو السريع للجسد، وظهور علامات البلوغ المعروفة.

التغيرات الاجتيماعية: ينفتح المراهق على المحيط الاجتماعي خارج البيت، ويقوي ارتباطه بأصدقائه وزملائه، ويكون معهم علاقات حميمة قد تفوق علاقاته مع أهله، وأقربائه خصوصا إذا كان لا يجد الاهتمام بمشاعره وأحواله لدى أهله، بينما يجد ذلك لدى أصدقائه. وقد يسلك المراهق بعض السلوكيات التي يخالف فيها بعض الأعراف الاجتماعية

التغيرات النفسية: وتشمل عدم استقرار المشاعر وسرعة تقلب العاطفة والمزاج، و حدة في الطبع وحساسية زائدة تجاه الانتقادات والنصائح، إضافة إلى اتخاذ العناد والمخالفة الرأي وسيلة للتعبير عن الاستقلال.

كما يظهر لدى المراهق تصرفات يغلب عليها عدم المبالاة بالعواقب، وقد يميل إلى حمل نفسه على بعض التصرفات الخطيرة مثل: التهور في قيادة السيارة، ويغلب عليه الطيش وسرعة اتخاذ القرار وتنفيذه دون تمحيص عواقبه.

وبسبب هذه التغيرات السابقة، كثيرا ما يقع المراهق في خلافات، وإشكالات اجتماعية سواء داخل الأسرة (مع الوالدين والأخوة...) وفي المدرسة (مع الطلاب أو المدرسين أو الإدارة...) ومع قرنائه أو غيرهم..

فما ذكرته عن ابنك من تغيرات خلال السنتين الماضيتين (من سن الخامسة عشر إلى سن السابعة عشرة ) يكاد معظمه لا يخرج عن ذلك، ومن المتوقع أن يحدث مثل ذلك لمعظم المراهقين. ومن الخطأ أن تفترضي، أنه سيستمر كما كان في عمر الطفولة هادئا، خجولا ملبيا كل ما يطلب منه في كل الأحيان.

أما صرفه لمبالغ كبيرة في أوقات متقاربة، وتغير صحته الجسدية، وضعف اهتمامه بملبسه وهندامه واضطراب مواعيد نومه فهذه الأمور يخشى أن تكون علامات على تناول شيئا من المواد المخدرة، لكنها لا تكفي وحدها كدليل على تعاطي المخدرات، ويحسن التثبت من ذلك.

أما هل هو مسحور أم أصابته عين أم لا؟!

فالسحر حق وله تأثير، والعين حق ولا تنافي القدر، ولكن الدلائل والقرائن في حالة ابنك (فيما يظهر) لا تدعم ذلك، وربما مال إخوانك إلى هذا الاختيار ليجعلوه شماعة يعلقون عليه انحراف الولد، وليهونوا عليك تأنيب الضمير، وعتاب أقاربك ومعارفك.

لم تذكري شيئا عن والده هل هو متوفى أم موجود وما دوره تجاه هذه المشكلة؟!

اصبري واستعيني بالله تعالى، وتوكلي عليه في حل مشكلة ابنك، وابذلي ما تستطيعين من الأسباب ومنها:

- الدعاء له بالصلاح والرشاد، والاستقامة، وتحري أوقات الاستجابة والمداومة على ذلك وتكراره، فدعاء الوالد لولده لايرد.

- مدوامة النصح والتوجيه والإرشاد بالحسنى خصوصا فيما يتعلق بأمر الصلاة التي هي عماد الدين، فلا تدعيه يتعود تأخيرها أو إهمالها بالنوم والكسل.

- متابعته برفق، ولين، ومعرفة أصحابه، والتقرب منه، وتلمس مشكلاته ومعاناته " ومعرفة ما يواجهه من صعوبات ومشكلات، والسعي معه في حلها والتغلب عليها.

- إشراكه في شيء من أعمال البيت مما يناسبه، وإعطاؤه بعض المسؤوليات الأسربة كشراء بعض الحاجات المهمة.

هناك العديد من المراجع (كتب وأشرطة) تناقش قضية المراهقة، وكيفية التعامل مع المراهق " يفضل أن تطلعي على شيء منها: مثل كتاب (تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس) د. محمد الزعبلاوي- كتاب (المراهقون) د. عبدالعزيز النغيمشي.. والتي ستجدين فيها ما يعينك على تفهم ظروف أبنائك، وبناتك، و معاناتهم حينما يمرون فى هذه المرحلة الحرجة من العمر

أعانك الله وأصلح ذريتك

Free Web Hosting