22- الحبوب المنبهة وأخطارها

أدرس في السنة الثانية في الجامعة، أشكو منذ زمن ضعفاً في القدرة على استيعاب المحاضرات والتركيز فيها خاصة مع كثرتها وتنوع المواد وكون بعضها في أوقات غير مناسبة (مثلاً، بعد الغداء..).

تزداد معاناتي قبل وخلال فترة الامتحانات وذلك حين أضطر لحفظ وفهم كم هائل من المعلومات في وقت قصير.

في اختبارات الفصل الماضي اقترح علي شخص ما أن أتناول حبوباً تساعد الذاكرة على التركيز وشجعني على تناولها وأعطاني بنفسه بعض الحبوب البيضاء وفعلاً ما إن استخدمت واحدة حتى شعرت بأن طاقتي وقدراتي الذهنية بل والجسدية قد زادت بشكل ملحوظ واستطعت أن أستذكر بعض المواد الصعبة وبحوية ونشاط، ولكن الغريب في أمر تلك الحبوب أنهالم تهيئ لي فرصة للنوم، حيث أني بقيت بدون نوم لمدة يومين متواليين نمت بعدهما نوماً طويلاً وأصبت بكسل شديد وخمول وعادت الذاكرة كما كانت إلى الكسل والضعف.

أرجو إعطائي فكرة عن هذه الحبوب وهل هي من الأدوية المعروفة أم هي من قبيل المخدرات أم ماذا؟ ولكم الشكر.

أ.هـ .

* هذا الوصف الذي ذكرت للحبوب وأثرها عليك ينطبق على مادة (الأمفيتامين) وهي مادة منشطة للخلايا الدماغية تعمل عن طريق زيادة النواقل العصبية المعروفة باسم (كايتكول أمينات) والمسؤولة عن عدد من العمليات الذهنية (التركيز والانتباه والنشاط الذهني والجسدي.. إلخ) وأصلها دواء علاجي لبعض الأمراض ولكن صنعت أيضاً وروج لها سراً من قبل من يتعاطون ويروجون للمواد الممنوعة ولها عدة أسماء شائعة (خاصة في أوساط الشباب وسائقي المسافات الطويلة) فمن أسمائها: أبو ملف- الأبيض- ملف شقراء- كبتاجون- أبو قوس.. إلخ. وفي الآونة الأخيرة بدأ يروج سوقها لدى الطلاب لأنها تزيد القدرات الذهنية خلال فترة تأثيرها، ويجهل كثير منهم حقيقتها، وخطورتها كبيرة مهما ظن البعض أنها فعلاً علاج لضعف التركيز.

وتكمن خطورتها في أنها تسبب أيضاً اهتياجاً عصبياً، وحدة في المزاج وقلقاً ونرفزة وإذ أدت إلى تعطل عدد من الوظائف العقلية أو نوبة جنون تتميز بسماع أصوات ورؤية خيالات ليس لها رصيد في الواقع، كما إنها بعد انتهاء مفعولها تؤدي إلى فتور وصداع وضعف عام في الجسم والذهن، وعند تناولها لفترات طويلة يقل تأثير الحبة فيضطر الشخص إلى تناول المزيد من الحبوب للوصول إلى المقدار نفسه من التأثير المراد منها، إلى أن يدخل الشخص في دائرة الإدمان عليها والتي يصعب عليه بعدها التخلص منها خاصة وأن من مضاعفاتها حدوث اكتئاب حاد عند التوقف عنها وصداع شديد.

فاحذر أخي الكريم تناول هذه الحبوب وأشباهها وحذر من حولك منها.

هناك العديد من الأساليب الفاعلة في معالجة ضعف التركيز وكسل الذاكرة وفيها مؤلفات متعددة متوافرة في المكتبات يمكنك الاستفادة منها.

ينبغي الاستعداد المسبق- من بداية الفصل الدراسي- للمواد وحسن المتابعة للتحصيل العلمي إضافة إلى حسن تنظيم الوقت وتقسيمه وإعطاء فرصة للنفس للراحة والترفيه وهناك عدة مؤلفات تهتم بهذه الموضوعات وستفيدك في ذلك بإذن الله. أرجو لك التوفيق.

Free Web Hosting