23- قلق الامتحانات ورهبتها

أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، أدرس في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية للعام الثاني على التوالي، لم يسبق لي أن رسبت طوال مشواري الدراسي إلا في العام الماضي، رغم أنني لم أقصر في مذاكرة دروسي طوال العام ومراجعة ما درسته قبل الامتحانات.

في تلك السنة زاد إلحاح والدي علي كي أنجح بتفوق وراحا يحذراني عدم تحقيق رغبتهما تلك. أصابني ذلك بقلق وتوتر جعلني أنسى ما أحفظه المقررات أثناء تأدية الامتحانات. ورغم أنني أذاكر لمجد منذ بداية هذا العام أ مما كنت أعمل في العام الماضي حتى أني استطيع أن أجيب عن أي أسئلة مقرراتي الدراسية، إلا أنني أخشى أن أقع فيما وقعت فيه العام الماضي وأنسى ما حفظته أثناء الامتحانات، مع العلم أن والدي مازالا يعلقان علي أمالاً كبيرة وأخشى أن أخيب رجاءهما.

هدى محمد- القاهرة

مشكلتك متعلقة بزيادة مستوى القلق لديك إلى درجة كبيرة تتأثر معها عملية التذكير فيتعثر استرجاع المعلومات في الوقت المطلوب (وقت الامتحان) بينما المعلومات موجودة في الذاكرة ولم تنسيها حقيقة، والدليل أنك تستطيعين تذكرها بعد الامتحان بفترة (بعد أن ينخفض مستوى القلق ويزول تأثيره على عملية التذكر).

هذه ليست مشكلتك وحدك، بل هي أمر مشاهد لدى نطاق واسع من الطلبة ذكور وإناث في مختلف المراحل الدراسية وأكثر ما يكون في المراحل التي تتطلب معدلات مرتفعة (خاصة مرحلة الثالث ثانوي).

* هناك عدة عوامل قد تزيد من حدة المشكلة لديك منها:

- استمرار والديك في إلحاحهما بشدة على تحقيقك التفوق الذي يريدانه وقد لاتفي به قدراتك (مهما بذلت لتحقيق ذلك)، وربما انقلب إلحاحهما إلى عامل مثبط وسبب للإحباط بدل كونه عاملاً للحفز والحث على الجد.

- طبيعة شخصيتك من حيث القابلية والاستعداد للقلق بدرجة كبيرة جداً، وضعف ثقتك بقدراتك الذهنية، وخوفك على مستقبلك خوفاً مبالغاً فيه وقد يغلب عليه التشاؤم.

- طريقتك في المذاكرة فالتركيز على الحفظ المجرد عن الفهم لا يكفي لرسوخ المعلومات في الذهن، فالكلمات المحفوظة سرعان ما تتلاشى من الذاكرة خاصة عند القلق والارتباك بينما يبقى الفهم، ويمكنك التعبير عنه بعباراتك ولولم تكن ذات العبارات التي حفظتها (وإن كان هذا لا ينطبق على النصوص المطلوبة بلفظها).

وأقترح عليك الحلول التالية:

* المزيد من التوكل على الله تعالى: وهذا يشمل الاجتهاد في بذل الأسباب المطلوبة منك (من مذاكرة قوية على أسس علمية، ودعاء وإلحاح على الله تعالى بالتوفيق) ويشمل تفويض أمورك إلى مالك الملك مدبر الأمر، الحكيم اللطيف الخبير الذي لايضيع أجر من أحسن عملاً. وهذا له دور كبير في خفض مستوى القلق لديك.

* أفهمي والديك طبيعة وضعك وما تعانين منه وناقشيهما في دورهما المطلوب في تخفيف القلق ليسانداك وليقفا معك.

* هناك طرق كثيرة وقواعد مهمة للمذاكرة الجيدة (وقد ألفت فيها مؤلفات مفيدة حبذا لو راجعتها لتعينك على اتقان دروسك) ومن هذه الطرق ألا تجعلي الحفظ هو كل شي ، بل افهمي جيداً جوانب كل موضوع وتصوريها تصوراً صحيحاً في ذهنك قبل الشروع في حفظها، وأعيدي ذلك عدة مرات بتسلسل وترتيب، ثم ضعي لكل جانب من جوانب الموضوع (أو فكرة فيه) رمزاً(كحرف أو كلمة) يذكرك بالمطلوب، وهذه بعض الأمثلة:

أ- أسماء الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، يرمز لها بـ(مكة) حيث م: مرارة بن الربيع، وك: كعب بن مالك، والتاء المربوطة التي تنطق هاء: هلال بن أمية (رضي الله عنهم أجمعين).

ب- قانون الغازات العام يرمز له بـ ضحك= نكت، حيث إنه: ض×ح= ن× ك×ت (ض= الضغط، وح= الحجم .. وهكذا).

ومما يساعدك على الحفظ القوي استخدام المسجل والشريط حيث تسجلين أهم النقاط (مع رموزها) مما يحتاج حفظاً- وليس الدرس كله- وتجعلين لكل مادة شريطاً خاصاً تكررين سماعه بتركيز وتدبر خاصة في أوقات صفاء الذهن. فهذه الطريقة ترسخ المعلومات حفظاً وفهماً، وتمكنك من الإجابة أثناء الامتحان وكأنك تستمعين إلى الشريط أو تنظرين الكتاب، أعانك الله ووفقك.

Free Web Hosting