26- تنزع شعرها عند توترها

ابنتي الوسطى عمرها خمسة عشر عاماً، تدرس في المرحلة المتوسطة، يغلب عليها الانفعال، والغضب، وسرعة الاستثارة، والبكاء ولو لأسباب تافهة،لا تقبل النقد ولا التوجيه، وتقصر كثيراً في حق الوالدين مقارنة بإخوانها وأخواتها.

منذ سنة تقريباً وأنا ألاحظ عليها تساقط أجزاء من شعر رأسها بصورة لافتة للنظر، وكنت أظن ذلك أمراً طبيعياً ينتهي بمرور الوقت، ولكنه زاد بصورة ملحوظة حتى أصبحت مقدمة رأسها شبه خالية من الشعر.

إذا سألتها ما إذا كانت هي التي تنتف شعرها عمداً انفعلت وبكت، وأحياناً تشير إلى مقدمة رأسها متحسرة وكأنها تريد أن تقول: (كيف أفعل بنفسي هكذا) لقد احترت في أمرها؟ هل يمكن أن تفعل ذلك عمداً؟ ولماذا؟ وكيف أتعامل معها؟

ب. س - الإمارات

* كثيراً ما تؤثر الجوانب النفسية والعصبية على الجسد عموماً، لاسيما الجلد وملحقاته (الشعر والأظفار) وذلك لارتباطها الوثيق بالجهاز العصبي في التكوين والوظيفة.

فمن الناس من إذا مر بمرحلة ضغظ نفسي قام بقضم أظفاره بأسنانه، أو بالعض على أصابعه، ونحو ذلك.

قد تؤدي الحالة النفسية إلى توتر نفسي شديد يفضي إلى رغبة ملحة في نزع الشعر (في الغالب شعر الرأس، وفي النادر شعر الحاجبين ، أو هدب العينين، أو الإبط، أو غيرها) ويعقب نزع الشعر شعور بالارتياح النفسي (رغم الألم الذي يصاحب عملية النزع)، وتتكر هذه العملية مع كل توتر، ويفشل الشخص في مقاومتها، ويندم عقبها خصوصاً إذا تركت آثاراً واضحة يراها الآخرون، وتؤثر في منظر الشخص لا سيما لدى الفتيات.

هذه الحالة معروفة وتوجد في الغالب لدى الفتيات في سن المراهقة، وترتبط بعوامل نفسية واجتماعية، وقد ينكر الشخص هذا السلوك، ويلتمس لآثاره أعذاراً مختلفة، مما يؤخر اكتشاف الحالة ويزيد المعاناة. وفي بعض الحالات يضع الشخص الشعر في فمه، وربما ابتلعه، مما قد يسبب سدداً في القناة الهضمية، ومضاعفات خطيرة. قد تستمر هذه الحالة بضعة أشهر ثم تزول بنفسها (إذا خفت الضغوط النفسية) وقد تمتد إلى سنوات.

في حالة ابنتك يبدو أن لديها من المعاناة النفسية والاجتماعية ما يجعلها تفعل ذلك، خصوصاً علاقتها مع أفراد الأسرة، وقد تكون في حالة كآبة غير ظاهرة، مما يتطلب منك ومن أفراد الأسرة عموماً التعاطف معها، وكسب ودها، وفهم معاناتها وظروفها، فخففي اسلوب الشدة معها، وتحاشي النقد والتوبيخ، وتغاضي عن هفواتها، وتشجعيها على أن تفتح قلبها لك وتفضي إليك بما يضايقها ويزعجها سواء في البيت، أو المدرسة أو غير ذلك. إذا استمرت الحالة (رغم تحسين الأوضاع الاجتماعية والنفسية) فهناك أدوية تساعد على تخفيف التوتر النفسي المؤدي لنزع الشعر يصرفها الطبيب النفسي ولها نتائج إيجابية.

Free Web Hosting