28- اكتئاب ربة بيت

أنا سيدة أبلغ من العمر خمساً وثلاثين سنة، متزوجة ولدي أطفال، أشكو منذ سنوات من ضيق في الصدر، يلازمني معظم الوقت، وهم وحزن وعدم ارتياح، وأبكي أحياناً، ترددت على الكثير من المعالجين الشعبيين والمعالجين بالرقية ومخيرهم فبعضهم قال: إنها عين، وبعضهم قال إنها أعراض لمس خارجي، وآخرون قالو: إنه سحر، ورغم استعمالي جميع ما وصفوه إلاّ أني لم أشعر بتحسن مستمر بل أتحسن أياماً (غالباً يكون التحسن عند استقرار حياتي الزوجية والمادية) وسرعان ما تساورني الأعراض رغم مواظبتي على العلاجات ا لمو صوفة.

أخيراً سمعت بالعلاجات الدوائية ولكني مترددة في استعمالها وخائفة من عواقبها، أرجو إرشادي، وجزاكم ا لله خيراً.

س. س.- الكويت

الإجابة تتلخص في النقاط التالية:

الأعرا ض:

· أعراض حالتك هذه أعراض الاكتئاب، وتتلخص أعراض هذا المرض فيما يلي:

· أعراض وجدانية: حزن وبكاء وإحساس بضيق في الصدر وعدم الاستمتاع والابتهاج.

· أعراض فكرية: تحقيرللنفس وقدراتها وتأنيب للضمير وشعور بالفشل الذريع

وا لإحباط.

· أعراض إدراكية عقلية: ضعف في التركيز والحفظ والاستذكار وبطء في العمليات العقلية

· أعراض جسدية: خمول وكسل وآلام متنوعة (عضلية وباطنية) وصداع.

· أعراض سلوكية: قلة اهتمام بالنظافة والهندام، وإنحسار في العلاقات الاجتماعية .

هموم الاحتياجات الأساسية وهي النوم والأكل والجنس (كلها تضعف).

قد توجد هذه الأعراض كلها وقد يوجد بعضها، حسب شدة المرض.

السبب:

العين والسحر والمس أمور ثابتة بالكتاب والسنة ولكنها أسباب غيبية لا نعلم عنها إلا بحسب ما جاءنا في النصوص ولا مجال لإخضاعها للتجربة الحسية والجزم عليها بذلك. ويخطىء كثير من الإخوة الرقاة في جزمهم على بعض الأعراض أنها بسبب عين، وليس لديهم دليل شرعي على ذلك، وإنما شاهدوا حالات تحسنت بالرقية فقط ولم يجد الأطباء سببا عضويا لها، فجزموا بذلك على أنها عين، والعين قد تسبب أمراضا نفسية لكن وجدت للأمراض النفسية أسباب كثيرة أخرى يتجاهلها كثير من الناس ( الأسباب عديدة) الخلافات الزوجية وضعف الحالة المادية، والأمراض العضوية المعيقة سواء في المريض أو المريضة أو في الأولاد أو الوالدين أو الزوج. وغير ذلك من الأسباب.

العلاج:

هناك العلاج الشرعي. وهو مأمور به سواء للأمراض النفسية أو العضوية وليس هو حكرا على الرقاة أو غيرهم، بل ينبغي للمسلم استعمال الرقية الشرعية بنفسه والتوجه إلى الله تعالى مباشرة لا من خلال فلان أو علان.

والرقية ليست أمرا معقدا يحتاج إلى علم خاص وقدرات خاصة. وأوجه الأخت إلى مراجعة كتب الأذكار الشرعية مثل: "الكلم الطيب ". و"الوابل الصيب "، و"الأذكار"، وهي معروفة ومتوافرة، وفيها من أدعية الكتاب والسنة ما يغني عن الذهاب إلى الرقاة.

أما العلاج الطبي فالأدوية المضادة للاكتئاب كثيرة ومتنوعة، واجريت عليها دراسات وافرة أثبتت فعاليتها في معالجة إلاكتئاب إلى درجة كبيرة. وهي ليست من المواد المحظورة شرعا (المخدرات)، ومن قال ذلك فقد "فتى بغير علم، وقد أفتى بجواز استعمالها عدد من العلماء. وينبغي عدم الخشية من الإدمان عليها. في ظل إشراف الطبيب الذي يعرف كيف ومتى يوقفها دون أن تكون لها آثار ضارة. وكغيرها من الأدوية فإن لها بعض الأعراض الجانبية الطفيفة التي لا تقارن مع آثارها الايجابية. وأنصحك أيتها الأخت بعدم التردد في استعمالها مع توجيهات الطبيب.

وتبقى العلاجات غير الدوائية وتتمثل في جلسات (إما فردية أو جماعية) تهدف إلى استقصاء المشكلة وفهمها من جميع جوانبها وربطها بحميع الظروف المحيطة بالمريضة، وفهم شخصية المريضة وطريقة تفكيرها وتفسيرها لواقعها وظروفها، ومن ثم تصحيح أي خلل في أي جانب من هذه الجوانب.

ولك الحق في أن تطلبي طبيبة (امرأة) تفضين إليها بمشكلتك وظروفك، ويراعى هذا دائما من قبل الأطباء لما له من آثار إيجابية في حل المشكلة.

وأخيراً أوجهك إلى القراءة في بعض المراجع المرتبطة بموضوع الحزن والاكتئاب، ومن ذلك كتاب "الحزن والاكتئاب في الكتاب والسنة" للدكتور عبد ا لله الخاطر- رحمه الله- وتفسير الآيات المرتبطة بالموضوع. كآيات قصة يونس ويعقوب، ودعائي لك بالشفاء العاجل.

Free Web Hosting