34- قلق حول الطلاق

أن امرأة أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً تزوجة منذ أربع سنوات ولي طفل وطفلة، وبيني وبين زوجي خلافات كبيرة ونحن على وشك الطلاق أعاني من توتر دائم في الأعصاب، ليلاً ونهاراً، ولا أتحمل الإزعاج (ولو الضجة البسيطة) ولا أستطيع النوم بطمأنينة وأشعر ببرودة في أطرافي، وأحياناً حرارة وعرق غزير، كما إن ضربات قلبي تتسارع، وأنفاسي تثور لأبسط مجهود وأكثر ما يشغل بالي هو مستقبل ولدي بعد الطلاق وخوفي أن أحرم منهما، أرجو الإفادة فإني في حالة نفسية عصيبة. فرج الله عني وعنكم.

أختكم م .ع- ينبع/ السعودية

* هذه الأعراض التي تشتكين منها تمثل حالة قلق عام متواصل، وهي ناشئة عن الاستثارة الزائدة للجهاز العصبي غير الإرادي وهو جزء من الجهاز العصبي سخره الله تعالى للتحكم في كثير من الوظائف الجسدية التي يصعب أن تكون إدارتها تحت الإرادة فقط بحيث لو غفل عنها الإنسان توقفت، مثل ضربات القلب وتعاقب النفس وإفراز العرق والتحكم في وضوح الرؤية وتوازن الجسم وحركة الأمعاء وإفراز الهرمونات.. وغير ذلك. وهذه الحالة تصيب كثيراً من الناس خاصة أولئك الذين لديهم الاستعداد للقلق والقابلية للاستثارة، ويعبر الناس غالباً عن هذا المفهوم بقولهم: "فلان شخص حساس ". وخلافك مع زوجك وقلقك على مستقبلك وأولادك كفيل بأن يسبب لك ذلك.

وعلاج ذلك: يشمل تقويم الحالة من جميع جوانبها: الخلافات الزوجية، وطبيعتك وسمات شخصيتك، أسباب عضوية محتملة (كإفراط إفراز هرمون الثايروكسين مثلاً) ثم التركيز على النواحي العملية في العلاج وتشمل أدوية مضادة للقلق (وهذه متنوعة وتصرف تحت إشراف الطبيب وتخفف استثارة الجهاز العصي غير الإرادي)، كما يشمل العلاج مناقشة طرق وأنماط التفكير التي تتعاملين بها مع الواقع من حولك ومحاولة تصحيح أي خلل محتمل فيها (مثل المثالية الزائدة عن حدها التي تتنافى مع الواقعية وغير ذلك).

أما خوفك على ولديك بعد الطلاق، وهل ستحرمين منهما أم لا.. فهو لن يزيدك إلا قلقاً وتوتراً حتى لو لم يحصل الطلاق والفراق، ثم إن المعلوم شرعاً أن أحق الناس بالحضانة الأم. قال الإمام ابن قدامة- رحمه الله-: "وإذا فرق الزوجان ولهما ولد طفل أو معتوه، فأمه أولى الناس بكفالته إذا كملت الشرائط فيها، ذكراً كان أو أنثى، وهو قول مالك وأصحاب الرأي، ولا نعلم أحداً خالفهم ". وتستمر أحقية الأم إلى أن تتزوج فعندها تنتقل الأحقية منها (وتكون لأمها) لحديث:

"لأنت أحق به ما لم تنكحي " صححه الحاكم.

فيبقى الأطفال عند الأم إلى سن التمييز (سبع سنين) ثم بعدها يخير الولد بين الأم والأب (هذا إذا كان الولد مميزاً والأبوان من أهل الحضانة) وأما البنت فبعد السبع سنين تكون عند أبيها وليس له الحق في منعها من الزيارة، وإن كان للأب زوجة تضر بالبنت فأنت (الأم) أحق بحضانتها. توكلي على الله واستعيني به فرج الله عنك وأعانك وأصلح ذريتك .

Free Web Hosting