38- القولون العصبي

أختي عمرها خمسون سنة، أم لأربعة أولاد، وثلاثة بنات يسكنون معها، تعاني منذ سنوات ألماً في بطنها يصيبها بصفة متكررة (تقريباً كل شهر لمدة بضعة أيام) وتشكو معه انتفاخاً وامتلاء في بطنها، مع إمساك في أغلب الأحيان. راجعت عدداً من الأطباء في المستوصفات، والعيادات الباطنية المتخصصة، وأجريت لها فحوصات كثيرة، ومتنوعة كانت كلها تقريباً سلبية، ولم يتم اكتشاف أي سبب لهذه الحالة إلى الآن. وفي آخر مراجعة ذكر الطبيب الباطني أن حالتها بسبب مرض القولون. وأنه ينبغي إحالتها إلى عيادة نفسية، ولكنها لم تقتنع بذلك، علماً بأنها تدرك أن حالتها تزداد سوءاً مع زيادة الضغط النفسي عليها، الذي تولده بعض المشكلات العائلية داخل البيت. كثيراً ما تستعمل وصفات علاجية شعبية تشتريها من العطارين. فماذا يقصد بمرض القولون؟ وما علاجه؟

أبو سليمان- الدوحة

* "القولون " اسم للأمعاء الغليظة، والتي تمتد علوا من أسفل الجهة اليمنى في التجويف البطني إلى ما تحت الأضلاع، ثم عرضاً إلى الجهة اليسرى، ثم نزولاً إلى أسفل الجهة اليسرى في الحوض، وتتكون من مجموعة عضلات دائرية وطويلة تتقلص بصورة منتظمة، بحسب ما يصلها من نبضات عصبية عن طريق الجهاز العصبي غير الإرادي، وبحسب كمية ونوعية الطعام.

أما مرض القولون فيراد به "القولون العصبي " وهو اضطراب يحدث في عمل القولون بسبب عصبي- في الغالب- فيؤدي إلى انقباضات قوية، ومتكررة غير متناسقة للعضلات الدائرية ينتج عنها ألم شديد في معظم أجزاء البطن، ويصاحب ذلك اضطراب في وظائف الإخراج (أحياناً إمساك، وأحياناً إسهال) مع شعور بالامتلاء، والانتفاخ في البطن، واحتباس الريح، وقد يشكو المريض أيضاً حموضة، وحرارة في المعدة، وآلاماً متنوعة في الجسم كله.

تختلف الأعراض (نوعاً وشدة) من شخص لآخر، وهي في الإناث أكثر منها في الذكور بنسبة (3:1) في بعض المجتمعات، ولم تعرف على وجه التحديد السبب لذلك، ولكن دراسات طبية أظهرت دور بعض الأطعمة في تهيج القولون، واستثارته، كما توصلت دراسات أخرى إلى بيان الجوانب النفسية ودورها في تفاقم الحالة وشدتها، ولذ اضطراب القولون لدى الأشخاص الذين يميلون إلى القلق، ويتميزون بالدقة والصرامة والذين يكبتون مشاعرهم، ويحبسونها في أنفسهم، والذين يصابون بمرض الاكتئاب النفسي.

أما العلاج فيشمل الخطوات التالية:

* تفهم طبيعة المرض، وارتباطه بالنواحي النفسية (ويدخل فيها الإرهاق الذهني واضطراب مواعيد النوم) والعمل على تفادي هذه الأمور قدر الإمكان.

* تنظيم الأكل، وتناول الأغذية المحتوية على الألياف كالخضروات، والفواكة، والقمح كامل القشرة (سيما لمن يعانون إمساكاً شديداً)، وتحديد أنواع الطعام التي تستثير القولون وتهيجه، وتبعث الأعراض (كالبهارات مثلاً) وتفاديها قدر الإمكان.

* قد تدعو الحاجة إلى استخدام بعض الأدوية إما لتخفيف تقلصات القولون وإما لعلاج الجوانب النفسية كالقلق، والاكتئاب التي يكون لعلاجها أثر كبير في زوال الأعراض، ويكون ذلك بإشراف الأطباء المختصين.

* يعد القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي تستمر سنوات عديدة (تبدأ في أول مرحلة الشباب في الغالب، وتتضح أكثر في عمر ما بعد الأربعين) ولا توجد مضاعفات خطيرة له على المدى البعيد، وتنخفض شدة الاعراض، وتكرارها باتباع الخطوات العلاجية المذكورة آنفا.

وحيث إن أختك تعاني بعض المشكلات العائلية داخل البيت، فينبغي الالتفات لها ومعالجتها بالأساليب المناسبة بحسب طبيعة هذه المشكلات وشدتها: لأن في ذلك دوراً كبيراً في تخفيف معاناتها، وتحسن حالتها. أعانها الله وشفاها.

Free Web Hosting