40- عجوز أصابها الخرف

أم زوجي عمرها سبعون سنة تعيش معنا في البيت، بدأنا نلاحظ عليها بعض التغييرات في تصرفاتها حيث إنها صارت كثيرة النسيان، لا تعرف الأوقات حتى أوقات الصلاة وأحياناً تصلي المغرب قبل غروب الشمس والعشاء ركعتين، وقد تنصرف من الصلاة قبل نهايتها.

صارت كثيرة القلق سريعة الغضب على الكبير والصغير لأتفه الأسباب وربما أمطرتنا عبارات جارحة، حتى أمام الضيوف.

في بعض الليالي تصحو آخر الليل وتظل تدور في المنزل وقد تنادي بصوت مرتفع، وربما لم تتحكم في البول فبللت نفسها.

لقد احترنا في أمرها والتعامل معها فما رأيكم؟

ت. م. أ

* هذه الأعراض هي أعراض "الخرف " وهو أحد الأمراض العقلية التي تصيب بعض كبار السن، وتؤثر في الوظائف العليا للدماغ كالتذكر والتفكير السليم والحكم على الأمور وضبط النزعات والرغبات والاهتمام بالمظهر الشخصي والعلاقات الاجتماعية، والقدرات اللغوية وغير ذلك.

وقد يصاحب ذلك قلق أو حزن واكتئاب أو اختلال في الأفكار (كالتوهمات والخيالات المرضية ونحو ذلك).

وبداية المرض غالباً ما تكون غير ملحوظة ولكنه يتضح تدريجياً مع الوقت. وأسبابه كثيرة ومتنوعة، منها ما يمكن علاجه (كنقص بعض الفيتامينات مثلاً) ومنها مالا يعرف له

علاج فاعل إلى الآن (كمرض الزها يمر مثلاً) وينبغي عرض هذه المريضة على طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي لإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم وصف العلاجات المناسبة التي غالباً ما تشمل مراعاة التغذية الجيدة، وعلاج الاعتلالات الجسدية إن وجدت مع إشراك الأسرة في الجوانب العلاجية المتعلقة بالوضع الاجتماعي بكافة جوانبه.

أما فيما يتعلق بالصلاة وغيرها من العبادات والتكاليف الشرعية فإنها فيما يبدو تسقط عن هذه المرأة لفقدها أهم شروط التكليف وهو العقل والذي يحصل به الكف عن المنهي والائتمار بالمأمور، ولكن لو تحسنت بعد ذلك وصارت تعقل فإنها تكون مكلفة حينئذ وأما سرعة غضبها وقلقها واضطراب نومها فيمكن علاج ذلك ببعض الأدوية على ضوء ما يكون من تقويم حالتها عند الطبيب.

وينبغي عدم مؤاخذتها على ما يبدو منها من تصرفات أمام الضيوف لأن ذلك خارج عن إرادتها.

وهكذا حال الإنسان يخلق ضعيفاً ثم يقوى ثم يضعف وقد يرد إلى أرذل العمر فلا يعلم بعد أن كان يعلم ولا يفهم بعد أن كان يفهم فسبحان الله الخلاق العليم.

Free Web Hosting