41- هذيان عجوز

أمي عمرها سبعون سنة، تسكن معنا في البيت منذ وفاة الوالد (رحمه الله) قبل ست سنوات، تعاني مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وروماتيزم في المفاصل منذ سنوات طويلة، وتستعمل العديد من الأدوية، وكانت حالتها مستقرة نسبياً رغم تكرار دخولها المستشفى من وقت لآخر لتدهور صحتها. فاجأتنا قبل أيام في آخر الليل، حينما أخذت تصرخ مرعوبة، وتنادي بأعلى صوتها، "النار.. النار.. النار شبت في البيت.. النار النار.. " فهرعنا إليها مذعورين وأضأنا الأنوار فاتضح أن ما كانت تظنه ناراً ماهو إلا نور ساطع من خلال النافذة على المرآة (التي كانت أمامها). وكان يخفت ويزداد من وقت لآخر، ومع محاولتنا تهدئتها، إلا إنها كانت قلقة مرتبكة كثيرة العرق، ولم تكن في كامل وعيها وإدراكها.

استمرت حالتها متقلبة، لا ندري إلى الآن ما بها، ولا كيف نتصرف معها أنا وزوجتي. خاصة وأن لدينا أطفالاً صغاراً بدؤوا يخافون منها.

أخوكم س. ل.- حائل

* هذه الأعراض تدل على مرض "الهذيان " وهو اضطراب عقلي نفسي يصيب كثيراً من المرضى كبار السن، الذين يعانون أمراضاً بدنية مزمنة مثل: هبوط القلب، والسكر وأمراض الصدر المزمنة، والفشل الكلوي والكبدي، ويظهر الهذيان في الغالب فجأة، ويتصاعد خلال ساعات، ويبدو أكثر وضوحاً في الليل وتشمل أعراضه:

اختلال الوعي وإدراك الزمان والمكان والأشخاص، مع اختلال في البصر والسمع، وأوهام وتخيلات مخيفة،- كما حصل مع والدتك- ويصاحب ذلك خوف ورعب وذعر وأرق، وقد يؤدي هذا إلى إصابات ناتجة عن السقوط من السرير هرباً من التخيلات المخيفة.

أقرب الأسباب المحتملة للهذيان عند والدتك:

انخفاض السكر وتداخلات الأدوية؛ ووجود التهابات. لذا فعلاجها يستلزم مراجعة المستشفى، ليتم فحصها بدقة ولتجرى لها التحاليل اللازمة لمعرفة السبب المؤدي للهذيان، وعلاجه، ولمعالجة الأعراض العقلية، والنفسية الناتجة عنه- أيضاً- كما يشمل العلاج: كيفية التعامل معها وتطمينها، وإضاءة المكان من حولها. وإذا ما أهمل العلاج فقد تتحول الحالة إلى خرف، أو مضاعفات عقلية بدنية أخرى.

في الغالب أن الهذيان لا يدوم طويلاً، (أسبوع تقريباً) ويزول حتى دون علاج، ولكن قد يعاود المريض، إذا لم يعالج سببه.

أعانك الله وجزاك خيراً على حرصك عليها وبرك بها، وشفاها ومرضى المسلمين.

Free Web Hosting