44- أصوات غريبة أثناء النوم

منذ ست سنوات ونحن نسكن في منزل جديد، وكنت أنام بمفردي في غرفة خاصة بي، بعد عامين هاجمتني الكوابيس فتركت تلك الغرفة ونمت في غرفة أخرى مع باقي أخواتي، إلا إني فوجئت بهن يخبرنني أنني أصدر أصواتاً غريبة أثناء نومي تشبه صوت إنسان يئن من شدة الألم والعذاب. استغربت أن تصدر مني هذه الأصوات ولم أصدق إلا بعد أن أسمعني أخواتي تسجيلاً لها، فذهبت إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي أكد أنه لا يوجد شيء في الحلق ، وراجعت طبيبة نفسية دون جدوى، ثم ذهبت إلى أحد المشايخ ممن يعالجون بالقرآن فاختفت الكوابيس وخفت حدة الأصوات، ولكنها ما زالت مستمرة .

بماذا تنصحني؟

ف. بنت عبد الله- الكويت

* لا تنزعجي. فالنوم قد تحدث فيه مثل هذه الأصوات الخارجة عن إرادتك وليس لها علاقة بمجرى التنفس، كما إن بعض الناس قد يتكلم ويصرخ أو يبكي أو يضحك أو يمشي وهو نائم، بل منهم من يسمع من يخاطبه أو يراه عند الدخول في النوم أو في اللحظات التي تسبق الاستيقاظ.

وكونك لا تتذكرين هذه الأصوات ولا تقصدينها لا يعني أن مصدرها من مخلوق غيرك (مس مثلاً). علماً أن للنوم مراحل متعددة ينتقل خلالها النائم، ولكل مرحلة طبيعة ومدة زمنية تختلف عن غيرها، وهذه الأصوات لا تحصل إلا في بعض المراحل ولا تستمر،بل تظهر بسبب عدة عوامل، وأكثر ما تظهر عند الإرهاق الشديد فلا تقلقي لذلك لأن الأمر لا يزال في حدود الأمور الطبيعية.

أما عن الكوابيس والأحلام المزعجة فيمكنك أنت (دون حاجة إلى الرقية عند أحد) أن تواظبي على الآداب الشرعية المتعلقة بالنوم والفزع والتي لها دور كبير في التخلص من هذه الكوابيس، ومن ذلك:

- المواظبة على الوضوء قبل النوم وقراءة آية الكرسي والمعوذات.

- الدعاء بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية الأرق والفزع مثل:

"اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى علي، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت " رواه الترمذي.

وكذلك: "أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " رواه الترمذي.

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه، فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره إن شاء الله ". ويمكنك الرجوع إلى كتاب "الوابل الصيب " لابن القيم، و"الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية للاستزادة.

Free Web Hosting