24- حركات هستيرية في قاعة الامتحان

في اختبارات الفصل الماضي حصل أمامي موقف لإحدى الطالبات في قاعة الامتحان يتمثل في ارتباكها بعد استلام ورقة الأسئلة وانفجارها بالبكاء والتشنج مع رعشة في الأطراف وحركات جسدية متنوعة مما أربك القاعة بمن فيها بعض الوقت، إلى أن تمكنت المراقبات من الضغط عليها لتتمالك نفسها وتكمل الامتحان. وفعلاً هدأت واستقرت بعد فترة وأكملت الامتحان.

فما هو التفسير النفسي لهذه الحالة؟

س. ل./ كلية التربية

* تختلف طباع الناس وشخصياتهم وإمكاناتهم، ومن ضمن ما يختلفون فيه القدرة على مواجهة الضغوط النفسية والأزمات والشدائد وطرق مقاومتها والتعامل معها.

وكلما كانت شخصية الفرد متزنة ومستقرة كان أقدر على مواجهة الظروف الصعبة والأزمات أياً كان نوعها. والعكس صحيح.

هناك أشخاص (الغالبية نساء ما بين 15-35 سنة) تضعف لديهم القدرة على الثبات أمام الأزمات والضغوط النفسية (بسبب عوامل متعددة: وراثية وتربوية واجتماعية...) ويكون لديهم قابلية للاستثارة السريعة للعواطف والوجدان مع ضعف في التعبير عن المشاعر والأحاسيس لفظياً إضافة إلى بساطة وسطحية في التفكير وضيق أفق في النظر للأحداث المستقبلية وتوقع ما يمكن أن يواجه الفرد من مشكلات وشدائد وإهمال الاستعداد لها.

هذه الحالة منتشرة وتكثر عند التعرض للضغوط النفسية (الامتحانات، الزواج، الطلاق) حيث ترتبك تنظيمات الدفاع النفسية، لعدم الاستعداد لهذا الضغط النفسي ولضعف القدرة على المواجهة أصلاً، فتظهر أعراض جسدية كثيرة ومتنوعة (كالتي ذكرت في سؤالك) كإشارات تعويضية غير مباشرة تطلب من الآخرين تخفيف الضغوط النفسية عن طريق إبداء الأهتمام والانتباه والشفقة والرحمة والمراعاة والمساندة.

تزداد هذه التصرفات إذا أبدى الآخرون اهتمامهم وشفقتهم وحرصهم على الحالة وذلك بسبب التعزيز النفسي الذي يؤثر في السلوك حيث إن تلك التصرفات جاءت بنتائج إيجابية للحالة أدت إلى تخفيف الضغوط النفسية، مما قد يرسخ هذا النمط من السلوك في شخصية الفرد.

أما التعامل الأمثل مع مثل هذه الحالة فهو الحزم دون عنف مع التوجيه والإرشاد وعدم إعطاء فرصة للمراوغة والسيطرة على الموقف بالطريقة الهستيرية المذكورة.

وما قامت به المراقبات يعد تصرفاً سليماً مناسباً ويؤكد ذلك أنها استطاعت مواصلة الامتحان وهدأت واستقرت لاسيما وأن الضغط النفسي للامتحان يصل قمته في الدقائق الأولى ثم ينخفض بالتدريج.

Free Web Hosting